ادعمنا

الحضارة المصرية القديمة - Ancient Egypt civilization

 

مفهوم الحضارة:

الحضارة هي مجتمع بشري معقد، يتكون عادة من مدن مختلفة، مع خصائص معينة من التطور الثقافي والتكنولوجي. في أجزاء كثيرة من العالم ، تشكلت الحضارات المبكرة عندما بدأ الناس يتجمعون في مستوطنات حضرية مثل الحضارة الفرعونية . تتعلق كلمة "حضارة" بالكلمة اللاتينية civitas " أو "city" هذا هو السبب في أن التعريف الأساسي لكلمة "الحضارة" هو "مجتمع يتكون من المدن". ولكن في وقت مبكر من تطوير المصطلح ، استخدم علماء الأنثروبولوجيا وغيرهم "الحضارة" و "المجتمع المتحضر" للتمييز بين المجتمعات التي يجدونها متفوقة ثقافيًا (والتي كانوا غالبًا جزءًا منها) ، وتلك التي وجدواها أدنى من الناحية الثقافية (التي أشاروا إليها كثقافات "وحشية" أو "بربرية"). 

 

الحضارة الفرعونية:

لما يقرب من 30 قرنًا - من توحيدها حوالي 3100 قبل الميلاد. إلى غزوها الإسكندر الأكبر عام 332 قبل الميلاد - كانت مصر القديمة الحضارة البارزة في عالم البحر الأبيض المتوسط. من الأهرامات الشهيرة  مروراً بالفتوحات العسكرية قي الدولة الحديثة، لطالما استحوذت جلالة مصر على علماء الآثار والمؤرخين وخلقت مجال دراسة نابض بالحياة خاص بها وهو : علم المصريات. المصادر الرئيسية للمعلومات حول مصر القديمة هي العديد من الآثار والأشياء والتحف التي تم استردادها من المواقع الأثرية ، المغطاة بالهيروغليفية التي تم فك شفرتها مؤخرًا فقط.

يمكن اعتبار مصر القديمة واحة في صحراء شمال شرق أفريقيا ، تعتمد على الغمر السنوي لنهر النيل لدعم سكانها الزراعيين. جاءت الثروة الرئيسية للبلاد من السهول الفيضية الخصبة في وادي النيل ،كان النيل شريان النقل الوحيد في مصر. تركزت الزراعة على زراعة محاصيل الحبوب ، وخاصة القمح والشعير .ضمن التنبؤ بموعد الفيضان خصوبة الأرض حيث جعل ذلك إنتاجية المحاصيل عالية . جعلت هذه الإنتاجية من الممكن تخزين الفوائض الضخمة وشكلت الزراعة  الأساس الرئيسي للثروة المصرية ، التي كانت حتى إنشاء الإمبراطوريات الكبيرة في الألفية الأولى قبل الميلاد ، أعظم دولة في الشرق الأوسط القديم.

 

اللغة المستخدمة (اللغة الهيروغليفية):

تنتمي اللغة المصرية القديمة إلى عائلة اللغات الإفرو-آسيوية والتي يُطلق عليها أحياناً مجموعة اللغات السامية-الحامية، والتي خرجت غالباً من شبه الجزيرة العربية واستوطنت في مناطق جنوب غرب آسيا وشمال إفريقياولها بالتأكيد علاقة وثيقة بمجموعة محددة منها وهي مجموعة اللغات السامية مثل العربية، والأمهرية، والآرامية، والعبرية ولقد بدأت الكتابة الهيروغليفية في الظهور منذ أكثر 3400 ق.م؛ حيث ظهرت العلامات الهيروغليفية الأولى على الصلايات التذكارية والبطاقات العاجية. وخلال ذلك العمر الطويل للغة المصرية القديمة، نجد أنها قد مرت بالعديد من التغييرات، مما حدا بالباحثين أن يقسموا تاريخها إلى خمس مراحل كبيرة.

 

1- اللغة الهيروغليفية;  وهو الاسم الذي أُطلق على المرحلة الأقدم في تاريخ اللغة. فبالرغم من أن اللغة المصرية القديمة بدأت في الظهور منذ أكثر من 3400 ق.م، إلا أن الكتابات المبكرة كانت عبارة عن أسماء وكتابات قصيرة؛ لذا يمكننا القول بأن اللغة المصرية في العصر القديم بدأت حقيقةً منذ حوالي عام 2600 ق.م مع بداية عصر الدولة القديمة واستمرت حتى عام 2100 ق. م. وسنصطلح على تسمية هذه المرحلة "اللغة المصرية في العصر القديم". وقد سُجلت كتابات الأهرام الشهيرة طبقاً لقواعد وهجاء هذه المرحلة.

2- اللغة المصرية في العصر الوسيط : بدأت هذه المرحلة في الظهور حوالي عام 2100 ق. م، واستمرت حوالي خمسمائة عام كلغة للتحدث وللكتابة، كما ظلت المرحلة الأساسية في تاريخ اللغة المصرية القديمة حيث تمثل عصر الفصاحة اللغوية في تاريخ اللغة المصرية وهي المرحلة التي وصلت فيها إلى ذروة تطورها ونضجها وأخرجت لنا أروع المقطوعات الأدبية التي عرفها الأدب المصري. ولما كانت هذه المرحلة التي اصطُلح على تسميتها "اللغة المصرية في العصر الوسيط" تمثل أكمل صورة وصلت إليها اللغة المصرية القديمة فقد أصبحت الأفضل كبداية عند دراسة اللغة المصرية القديمة. والدارس المبتدئ للغة المصرية في عصرنا الحاضر يبدأ عادة خطواته الأولى بتعلم اللغة المصرية خلال هذه المرحلة.

3-اللغة الهيراطيقيةاللغة المصرية في بدأت هذه المرحلة تحل محل مرحلة اللغة في العصر الوسيط كلغة للتحدث والكتابة بعد 1600 ق. م. وظلت مستخدمة حتى عام 600 ق.م. وتُعرف هذه المرحلة التي اصطُلح على تسميتها "اللغة المصرية في العصر المتأخر" في الوثائق التجارية والخطابات من عصر الرعامسة وفيها يتجلى بوضوح وجود الكثير من المفردات الدخيلة على اللغة المصرية.

والملاحظ هنا أن مراحل تطور اللغة المصرية في العصور المختلفة قد اختلفت عن المرحلة المبكرة من تاريخ الكتابة المصرية على الأقل في القواعد النحوية. وقد ظهر شكل الكتابة المتبع في المرحلة المتأخرة للغة المصرية القديمة في النصوص قبل 1600 ق.م إلا أنه لم يظهر بالشكل الكامل إلا بعد عام 1300 ق. م.

4- المرحلة الديموطيقية: وهي مرحلة متطورة عن مرحلة اللغة في العصر المتأخر. وقد بدأت المرحلة الديموطيقية في الظهور حوالي القرن الثامن قبل الميلاد وظل استخدامها مستمرًّا حتى القرن الخامس الميلادي.

5- الكتابة القبطية: وهي المرحلة الأخيرة من مراحل اللغة المصرية القديمة، والتي جاءت مباشرة بعد المرحلة الديموطيقية. وقد بدأت الإرهاصات المبكرة لهذه الكتابة في الظهور في حوالي القرن الثالث قبل الميلاد وظلت لغة التخاطب بين المصريين أكثر من ألف عام.

 

العلوم والآداب في الحضارة المصرية القديمة:

أحرز المصريون القدماء والبابليون قدرًا مهمًا من المعارف في حقول الفلك والهندسة والرياضيات والطبّ، وبعض ما توصّلوا إليه ما زال معتمدًا في يومنا هذا.

- الرياضيّات والهندسة: وضع علماء مصر القديمة، ومعظمهم من الكهنة، أسس العلوم عند المصريين الذين بلغوا مراتب متقدّمة في الهندسة والرياضيات كما يتضح من بناء الأهرامات التي تطلّب تصميمها وتشييدها معرفة واسعة في هذين العلمين ، إن الأهرامات التي يبلغ عددها 100 هرم تمثّل أقدم أنصبة مبنيّة بالحجر، والهياكل العديدة، والمسلّات والبوّابات الفخمة، والأعمدة العالية التي تبدو بشكل حزم من قصب البردى، والقبور المحفورة في الصخر، والتماثيل المنحوتة البديعة الصنع، والتصاوير الرائعة الألوان، تعتبر إرثًا حضاريًا خالدًا خلّفته مصر القديمة للعالم. وهذا الإرث يؤكد بلوغ المصريين القدماء مرتبة متقدمة في الهندسة والرياضيات ، حيث بدأ المصريون القدماء بتسجيل ارتفاع منسوب مياه النيل وانخفاضها وحسابهما حسابًا دقيقًا، وكان قياس الأراضي، التي محا الفيضان معالم حدودها، منشأ فن الهندسة في المقابل، كانت الشعوب القديمة وخصوصًا السومريون والمصريون القدماء، تعتمد العدّ على أصابع اليد، وأصبح عدد أصابع اليدين، الأساس الرياضي للنظام العشري، وما زال النظام الستيني مستعملاً في تقسيم الساعة إلى ستين دقيقة، والدقيقة إلى ستين ثانية. وعرف المصريون القدماء الجمع والطرح والقسمة، إلاّ أنهم استعملوها بطرق تختلف بعض الشيء عن أساليبنا الحالية. وعرفوا أيضًا الأعداد حتى العشرة، ثم مضاعفتها حتى المليون. وكانوا يرسمون علامة «المليون» على شكل هيئة إنسان يرفع يديه دلالة على الدهشة من الكثرة. وعرفوا أيضًا الكسور وضربها وقسمتها، وتحديد مساحة المربّع والمستطيل والمثلّث، وكانت لديهم وحدات للقياس والوزن والكيل.

- الطب: كانت الممارسة الطبية في مصر القديمة متقدمة جدًا لدرجة أن العديد من ملاحظاتهم وسياساتهم وإجراءاتهم الشائعة لم يتم تجاوزها في الغرب لعدة قرون بعد سقوط روما بلغت ممارساتهم الي  الطب اليوناني والروماني. لقد أدركوا أنه يمكن معالجة المرض عن طريق المستحضرات الصيدلانية ، وفهموا أهمية النظافة في علاج المرضى . على الرغم من عدم وجود الكثير من النصوص المتاحة في مصر القديمة ،والتي  لم يبق سوى عدد قليل منها حتى الوقت الحاضر. ومع ذلك ، فإن هؤلاء القلائل يقدمون ثروة من المعلومات حول كيفية رؤية المصريين للمرض وما يعتقدون أنه سيخفف من أعراض المريض أو يؤدي إلى العلاج. كان يمكن للأطباء في مصر القديمة أن يكونوا من الذكور أو الإناث. كان "الطبيب الأول" ، الذي تم اعتباره لاحقًا كإله للطب والشفاء ، المهندس المعماري إمحوتب (حوالي 2667-2600 قبل الميلاد) الذي اشتهر بتصميم هرم زوسر في سقارة. يذكر إيمحوتب أيضًا لأنه بدأ "الطب العلماني" من خلال أطروحاته بحجة أن المرض حدث بشكل طبيعي ولم يكن عقابًا من الآلهة. عادت فكره ان للنساء دور في مهنة الطب في مصر إلى عصر الأسرة المبكرة عندما كانت ( ميريت بتاح) كبيرة الأطباء في البلاط الملكي ج. 2700 قبل الميلاد. ميريت بتاح هي أول طبيبة معروفة بالاسم في تاريخ العالم.

- الآداب: يتألف الأدب المصري القديم من مجموعة واسعة من الأشكال السردية والشعرية ، بما في ذلك النقوش على المقابر والنصب والمسلات والمعابد وكذلك  الأساطير والقصص والكتابات الدينية والأعمال الفلسفية.على الرغم من أن العديد من هذه الأشكال لا يتم تعريفها عادةً على أنها "أدب" ، إلا أنها تُعطى هذا التصنيف في الدراسات المصرية لأن الكثير منها ، خاصة من المملكة الوسطى (2040-1782 قبل الميلاد) ، يتمتعون بمميزات  أدبية عالية. كُتب معظم الأدب المصري بالهيروغليفية . تم استخدام الكتابة الهيروغليفية على المعالم الأثرية مثل المقابر والمسلات والنصب والمعابد بينما تم استخدام النص الهيكلي في الكتابة على مخطوطات البردي والأواني الخزفية. على الرغم من أن النصوص المكتوبة بالديموطيقية  والقبطية في وقت لاحق ، أصبحت نظام الكتابة المشترك بين المتعلمين الغير متعلمين ، إلا أن الكتابة الهيروغليفية ظلت مستخدمة طوال تاريخ مصر للهياكل الأثرية حتى تم نسيانها خلال الفترة القبطية. على الرغم من أن تعريف "الأدب المصري" يتضمن العديد من أنواع الكتابة المختلفة ، إلا أنه سيتم في الغالب الاهتمام بالأعمال الأدبية  مثل القصص والأساطير  والمقالات الشخصية ؛ سيتم ذكر أنواع أو أعمال أخرى عندما تكون ذات أهمية خاصة. التاريخ المصري ، وبالتالي الأدب ، يمتد لقرون ويملأ كميات من الكتب. لا يمكن لمقالة واحدة أن تأمل في معالجة الموضوع بإنصاف في محاولة تغطية مجموعة واسعة من الأعمال المكتوبة للثقافة.

الطب:

تمتع الطبيب المصري في العصر الفرعوني، وما تلاه، بمكانة رفيعة؛ يُنظر له بكل وقار واحترام. وانقسم الأطباء إلى أربع فئات؛ أولهم الأطباء الكهنة، وهم يجمعون بين معرفة النصوص الدينية والشعائر والعقاقير، وكانوا على جانب من العلم والخبرة، واعتبروا أنفسهم وسطاء بين المريض والرب الشافي. أما الفئة الثانية، فكانت فئة الطبيب، ويطلق عليه اسم «سنو»، ولم يميز الاسم بين الطبيب العادي والبيطري في النصوص، ويذكر هيرودوت بخصوص طبقة الأطباء: «لكل مرض طبيب تخصص فيه، بعضهم متخصص في العيون، وبعضهم في الرأس، وبعضهم في الأسنان، وبعضهم في الأمعاء، وبعضهم في الأمراض السرية». والفئة الثالثة هي الخاصة بالمساعدين، وهناك ما يدل على وجود ممرضين، واختصاصيين في الأربطة والتدليك، وكان يطلق عليهم اسم «اوت»، أي «مسؤول الأربطة»، وكان البعض منهم للأحياء والبعض الآخر للموتى (أي التحنيط). أما الفئة الرابعة، فهي الأطباء البيطريون، وقد عثر في اللاهون (بالقرب من الفيوم) على مجموعة من البرديات الطبية البيطرية لعلاج عيون العجول والكلاب وأسنانها.
وقد وُزع الأطباء في مصر القديمة على دور ومؤسسات، منهم أطباء البلاط الفرعوني، ودور الحكومة، والجيش. وكان الطبيب الملحق بالقصر يقوم بعلاج الفرعون وعائلته، وبالطبع كان طبيب الفرعون هو الأشهر والأمهر، ويرتقي إلى مرتبة العلماء. ومن أشهر أطباء الفراعنة إيمحوتب، ويعني اسمه «الذي أتى في سلام». ويعتبر إيمحوتب أشهر أطباء العصور القديمة، وكان أيضًا مهندسًا معماريًا لزوسر، وقد شيد له الهرم المدرج بمنطقة سقارة. وبالإضافة إلى كونه معماريًا وطبيبًا، كان أيضًا كبير الفلكيين. واستمرت شهرة إيمحوتب من 2500 قبل الميلاد حتى 550 بعد الميلاد.
وقد ظهرت في العصور المختلفة بعد ذلك شخصيات طبية أثرت في مجال الطب، ومنهم في العصر الهيلينستي (الأغريقي) هروفيلوس - أبرز علماء الطب في الإسكندرية، العالِم في التشريح، الذي كانت له أبحاث تدور حول المخ والاعصاب والكبد والأعضاءالتناسلية
وهناك اراسيستراتوس العالم في وظائف الأعضاء، الذي كان أكثر توفيقًا في أبحاثه حول وظائف القلب والمخ. وقد توصل أراسيستراتوس إلى التفرقة بين أنواع الأعصاب في الجسم البشري.
ونحو عام 280 ق.م، أسس فيلينوس مدرسة طب جديدة في الإسكندرية، تدعى المدرسة التجريبية، وقد كان فيلينوس أحد تلاميذ هروفيلوس، وكان يرى أن الطب ليس مختصًا إلا بعلاج الأمراض، دون الوقوف على أسبابها.
وقد تابع أساتذة الطب والجراحة نشاطهم في الإسكندرية، وظلت هذه العاصمة القديمة تحتفظ بشهرتها في هذا المجال، على الأقل حتى أواخر القرن الرابع الميلادي، عندما كتب اميانوس ماركينوس يقول إنه كان يكفي الطبيب للتدليل على مهارته قوله إنه تعلم في الإسكندرية، وينهض دليلاً على مكانة الإسكندرية في عالم الطب كثرة عدد الذين كانوا يقصدونها من مختلف أنحاء الدنيا لدراسة الطب.
ومن القرن الثالث الميلادي، لم تعد الظروف مواتية للأبحاث والملاحظات العلمية، فقد انقضى عهد الكشوفات الطبية، وأصبح هم العلماء مقصورًا على اكتناز المعلومات للمواءمة بين ما سبق الوصول إليه وحاجات العصر. ولذلك، أخذ الطب ينحدر رويدًا رويدًا، وأخذ عامة الناس يلجأون إلى التعاويذ والسحر والتنجيم من أجل الشفاء من المرض، بينما أخذ المثقفون ينشدون شفاء الجسم في سعادة الروح .

- الآلهة اشتهر الفراعنة بتقديسهم لآلهتهم وتصويرهم لها في الرسومات والكتابات الهيروغليفية ، وقد كان لكل اله مهمه معينه ومنهم:

  • بتاح Ptah :

 في الدين المصري ، إله الخالق وصانع الأشياء ، راعي الحرفيين ، وخاصة النحاتين. كان بتاح في الأصل الإله المحلي لممفيس ، عاصمة مصر منذ الأسرة الأولى وما بعدها. تسببت الأهمية السياسية لممفيس في توسيع عبادة بتاح في جميع أنحاء مصر. وبعض  الالهه الأخرى.

  • آمون Amun:

آمون (أيضًا آمون ، عمون ، آمين) هو إله الشمس والهواء المصري القديم. وهو واحد من أهم آلهة مصر القديمة التي برزت في طيبة في بداية فترة المملكة القديمة (حوالي 1570-1069 قبل الميلاد). عادة ما يتم تصويره على أنه رجل ملتح يرتدي غطاء رأس مع عمود مزدوج أو ، بعد المملكة القديمة ، كرجل برأس كبش أو مجرد كبش ، يرمز إلى الخصوبة . اسمه يعني "المخفي" ، "غير المرئي" ، "غامض الشكل" ، وخلافا لمعظم الآلهة المصرية الأخرى ، كان يعتبر رب الجميع الذي شمل كل جانب من جوانب الخلق.

  • حوروس Horus :

حورس هو اسم إله السماء والاله الحامي لملوك مصر في الحروب  في الأساطير المصرية القديمة التي حددت في المقام الأول إلهين: حورس الأكبر (أو حورس الكبير) ، المولود الأخير من أول خمسة آلهة أصلية ، وحورس الأصغر ، ابن أوزوريس وإيزيس (آلهة). وفقا لكلام المؤرخين  "حورس هو أهم آلهة الطيور الذي اتخذ أشكالا عديدة وصور بأشكال عديده في النقوش المختلفة يكاد يكون من المستحيل التمييز بين حورس الحقيقي وبعض الآلهة الأخرى.  

 

عصر ما قبل الاسرات (5500ق.م./3100 ق.م.):

عصر ما قبل الاسرات تغطي تلك التسمية فترة ما قبل التاريخ المصري القديم بداية من العصر الحجري القديم (الباليوليتي)، وصولاً إلى نهاية العصر الحجري الحديث (النيوليتي). ويشير مصطلح "ما قبل التاريخ" إلى مرحلة ما قبل الكتابة في مصر . ظهرت الكتابة في نفس الوقت تقريبا مع نهاية العصر الحجري  حوالي قبل الميلاد. وهي الفترة التي ظهرت فيها مصر ككيان سياسي موحد  مما يجعلها أقدم دولة في العالم. قبل تشكيل الدولة المصرية وخلال العصر الحجري الحديث ، يمكن رؤية تجانس متزايد بين الحضارات المختلفة التي ظهرت على طول وادي النيل، حيث يتم تسمية تلك الحضارات بمواقعها الأصلية. ومن أهمها حضارة المعادى (4000 - 3100 قبل الميلاد) في مصر السفلى؛ وحضارة البداري (حوالي ٥٠٠-٤٠٠٠ ق.م.) بالقرب من أسيوط ونقادة الأولى (حوالي 4000 - 3500 قبل الميلاد) في صعيد مصر بالقرب من الأقصر. مثل بقية معاصريها، لا تكشف لنا حضارة نقادة الأولى سوى القليل حول التقسيم الطبقي الاجتماعي، لكن تغير الأمر مع نهاية هذه الفترة. حيث أصبح هذا الاتجاه أكثر وضوحًا خلال نقادة الثانية (حوالي 3500 - 3200 قبل الميلاد) والتي بدأت تنتشر على طول وادي النيل. من بين أهم مواقع نقادة الثانية ، إلى جانب نقادة نفسها ، كانت هيراكونبوليس (الكوم الأحمر) بالقرب من إدفو، وأبيدوس بالصعيد. خلال حضارة نقادة الثالثة (حوالي 3500 - 3100 قبل الميلاد) ، استمر المجتمع في النمو بشكل أكثر تعقيدًا  واختلف عن الثقافة النوبية المعاصرة وفصل نفسه سياسيًا عنها. وكان الانتقال من حضارة نقادة الثالثة إلى فترة الأسرة الحاكمة المبكرة تم بشكل سلس، لهذا يُطلق على نقادة الثالثة أحيانًا اسم "الأسرة الحاكمة صفر". يبدو أن زعماء الأقاليم الأقوياء خلال تلك الفترة كانوا يسيطرون بالفعل على معظم أنحاء أرض مصر، إن لم يكن كلها. وكان هناك اختلاف بين مصر العليا والسفلى من الناحية الجغرافية. وظل هذا الاختلاف ظاهراً حتى اواخر عصر ما قبل التاريخ، ولم ينس المصريون القدماء هذا الأمر طوال تاريخهم القديم رغم الوحدة، فعندما أصبحت مصر في نهاية المطاف موحدة ككيان سياسي واحد تحت حاكم واحد ، أشار المصريون القدماء إلى ملكهم باسم "رب الأرضين".

 

العصر العتيق  (3100 ق.م / 2686 ق.م):

العصر العتيق في مصريبدأ العصر العتيق بتوحيد مصر في كيان سياسي واحد في حوالي عام 3100 قبل الميلاد، وتتكون من الأسرتين الأولى والثانية. تمت عملية توحيد مصر العليا والسفلى بشكل تدريجي، ولكن يبدو أن إحدى مراحلها الأخيرة حدثت في عهد الملك نعرمر. ترك لنا الملك نعرمر صلاية بإسمه والتي تعد إحدى أهم الكنوز في المتحف المصري بالقاهرة حيث تعتبر سجلاً لهذا الحدث التاريخي. مع توحيد مصر، تم تأسيس عاصمة جديدة وهي منف. هذه المدينة الجديدة كانت تُعرف باسم إنب حدج أي "الجدار الأبيض" وتقع بين مصر العليا والسفلى وكانت من أهم مدن مصر القديمة وأكثرها زيادة في السكان على مدار التاريخ المصري القديم. احتلت منطقة أبيدوس (بالقرب من سوهاج الحديثة) مكانتها البارزة منذ حضارة نقادة الثالثة السابقة. حيث دفن ملوك الأسرة الأولى في تلك المدينة، وتمثل مقابرهم طفرة هائلة في المعمار. وأصبحت مصر في تلك الفترة أكثر مركزية وكانت قوة الملك في تطور. دفن معظم حكام الأسرة الثانية في منف، لكن الملكين الأخيرين برإيب سن وخع سمخوي قد بنيا مقبرتهما في أبيدوس. تشير الأدلة النادرة إلى وجود صراع على السلطة بينهما، ويحتمل أن يكون تقليداً للقصص الأسطوري الذي يدور حول المعبودان حورس وست، لكن هذا أمر مستبعد. نمت السلطة الملكية بشكل واضح خلال عهد خع سخموي. ومثل أسلافه ، قام بربط مقبرته ومجموعته الجنائزية بالقرب من وادي النيل. ومع ذلك ، فإن هذا المبنى الضخم والمعروف اليوم باسم منطقة "شونة الزبيب" يفوق بكثير أي من أسلافه، كما  يعد أحد أقدم المنشآت المبنية من الطوب اللبن في العالم.

 

الدولة القديمة (حوالي 2613-2181 قبل الميلاد):

المملكة القديمة في مصر تُعرف أيضًا باسم "عصر الأهرامات" أو "عصر بناة الهرم" لأنها تشمل الأسرة الرابعة العظيمة عندما أتقن الملك سنفرو فن بناء الهرم و أهرامات الجيزة شيدت تحت الملوك خوفو وخفرع ومنقرع. كما ان السجلات التاريخية لهذه الفترة أي  السلالات الرابعة والسادسة في مصر ، قليلة وتم التعرف علي تاريخ تلك الحقبة حرفيا ومعماريًا إلى حد كبير من خلال الآثار والنقوش التي تمكن العلماء من الوصول إليها في جدران المعابد والأهرامات. كما ان الأهرامات ينقلون معلومات قليلة عن بناءهم ، لكن المعابد الجنائزية التي تم بناؤها في مكان قريب واللوحات التي رافقتها تقدم أسماء الملك ومعلومات مهمة أخرى عن أسباب بنائها وكيفية ذلك. يعتقد المؤرخون ان تلك الفترة ربما لا مثيل لها في التاريخ لمقدار البناء الذي قاموا به . حيث ان بناء مثل تلك الاهرامات وغيرها تطلب كفاءة غير مسبوقة لتنظيم القوى العاملة ، وهذا لم يكن ليحدث لولا وجود حكومة مركزية قوية

 

عصر الانتقال الأول (2181-2040 قبل الميلاد):

شهدت الحقبة المعروفة باسم الفترة المتوسطة الأولى لمصر تراجعاً في سلطة الحكومة المركزية بعد انهيارها. تطورت مقاطعات مستقلة إلى حد كبير مع حكامها في جميع أنحاء مصر حتى ظهر مركزان عظيمان: نخن او بالإغريقية  هيراكونبوليس في صعيد مصر وطيبة في صعيد مصر أيضا ويطلق عليها الان ( الأقصر). أسست هذه المراكز سلالاتها الخاصة التي حكمت مناطقها بشكل مستقل ومتقاتل مع بعضها البعض من أجل السيطرة العليا حتى  2040 قبل الميلاد عندما هزم ملك طيبة منتوحتب الثاني (حوالي 2061-2010 قبل الميلاد) قوات هيراكونبوليس ووحد مصر تحت حكم طيبة. سمح الاستقرار الذي يوفره حكم طيبة بازدهار ما يعرف بالمملكة الوسطى (2040-1782 قبل الميلاد). تعتبر المملكة الوسطى "العصر الكلاسيكي" لمصر عندما وصل الفن والثقافة إلى ارتفاعات كبيرة وأصبحت طيبة أهم وأغنى مدينة في البلاد. وفقا للمؤرخين كان ملوك الأسرة الثانية عشرة حكامًا أقوياء لم يسيطروا على مصر كلها فحسب بل أيضًا على النوبة في الجنوب ، حيث تم بناء العديد من القلاع لحماية المصالح التجارية المصرية

 

الدولة الوسطى (2055 ق.م. / 1650 ق.م):

كانت الدولة الوسطى فترة ازدهار كبير، وهي تتكون من الأسرات الحادية عشرة إلى الثالثة عشرة. على الرغم من أن الأسرة الحادية عشرة كانت لها أصول من عصر الانتقال الأول، إلا أن آخر ملوك هذا العصر قد نجح في توحيد مصر، وبذلك بدأت الدولة الوسطى، وهو الملك نب حبت رع منتوحتب (حوالي عام 2055 - 2004 ق.م). جاءت الأسرة الحادية عشرة من طيبة (الأقصر حالياً) والتي لم تكن مدينة ذات أهمية خلال تلك الفترة إلا أنها ستصبح واحدة من أبرز وأهم مدن مصر خلال بقية التاريخ المصري القديم بسبب أصوله الطيبية، تم دفن نب حبت رع منتوحتب بالبر الغربي في طيبة في منطقة الدير البحري. وضمت مقبرته معبدًا لطقوسه الجنائزية. وكانت المقبرة مقطوعة جزئيًا في منحدر صخري وبينما بني جزء منه على شكل شرفة تضم منحدر صاعد أوسط. ومن الواضح أن هذا المعبد كان بمثابة مصدر إلهام جزئي للمعبد المجاور والأكثر شهرة الخاص بالملكة حتشبسوت والواقع إلى يساره مباشرة. لا يُعرف سوى القليل عن كل من منتوحتب الثالث والرابع اللذان كانا آخر حكام الأسرة الحادية عشرة. كان أمنمحات الأول (1985-1955 ق.م) أول ملوك الأسرة الثانية عشرة (1985-1795 ق.م) والذي ربما كان وزير منتوحوتب الرابع. عزز ملوك هذه الأسرة الناجحة بشكل كبير سلطة الحكومة المركزية على جميع أنحاء مصر، وخلال هذه الفترة تم كبح جماح حكام الأقاليم الأقوياء. كما قاموا بمشاريع بناء في جميع أنحاء البلاد وعززوا حدودها وأرسلوا بعثات التعدين وشجعوا رحلات التجارة. لم تكن سلسلة الحصون ، مثل تلك الموجودة في بوهن و سمنة وأسكوت بمثابة حصون دفاعية فقط ولكنها كانت تنظم حركة التجار النوبيين القادمين كما كانت قواعد لعمليات التعدين والعمليات العسكرية. امتاز عهد الملوك سنوسرت الثالث (١٨٧٤-١٨٥٥ ق.م) وأمنمحات الثالث (١٨٥٠-١٨٠٨ ق.م بالازدهار بشكل خاص. تم تنفيذ مشاريع زراعية ضخمة خلال تلك الفترة وخاصة في منطقة الفيوم بمصر الوسطى، حيث تم حفر القنوات وجرف جزء من البحيرة واستصلاح الأراضي الناتجة للزراعة. تم دفن ملوك الأسرة الثانية عشرة في هذه المنطقة في أهرامات ضخمة بالقرب من العاصمة الجديدة التي أسسها أمنمحات الأول والتي سميت إيتت تاوي أي القابض على الأرضين، ولا يزال موقعها الدقيق مجهولاً.

كانت الدولة الوسطى تمثل نقلة هامة في تاريخ الثقافة المصرية القديمة ، حيث كان أهم ما قدمته هو إسهاماتها في اللغة والأدب المصري القديم، فقد ظهرت تركيبات لغوية جديدة وكُتبت العديد من النصوص الأدبية الجديدة ، والتي يظل الكثير منها ذا شعبية لأكثر من ألف عام. وتسمى اللغة المستخدمة لكتابة هذه النصوص بقواعدها النحوية اللغة المصرية الوسطى والتي ستكون بمثابة لغة النصوص الرسمية حتى العصر البطلمي (332-30 ق.م.) والعصر الروماني (30 ق.م. - 395 م).

 

عصر الانتقال الثاني 1650 ق.م./ 1550 ق.م.:

خلال الأسرة الثانية عشرة بالدولة الوسطى، بدأت أعداد كبيرة من المهاجرين من بلاد الشام (منطقة فلسطين ولبنان وسوريا) في الوصول إلى مصر. استقر معظمهم في شمال شرق الدلتا. وعرفنا من أحد النصوص المعاصرة لتلك الفترة أنه اطلق على احد قادة هؤلاء المهاجرين لقب "حكا خاسوت" أي حاكم الأراضي الأجنبية"، وهي الكلمة المألوفة أكثر لنا اليوم في شكلها الإغريقي "الهكسوس". ولا نعرف كيف وصل الهكسوس إلى السلطة، لكن الأسرة الثالثة عشرة الأضعف لم تكن قادرة على منع هذا الأمر، حيث نقلت الاسرة الوطنية عاصمتهم من إيتت تاوي في الشمال إلى طيبة (الأقصر الحديثة) في صعيد مصر ، بعيدًا عن دائرة نفوذ الهكسوس. هكذا بدأ عصر الانتقال الثاني على يد أسرة الهكسوس الخامسة عشرة الذين أسسوا عاصمتهم في أواريس (تل الضبعة الحديثة) في شمال شرق الدلتا ونجحوافي السيطرة على معظم أنحاء البلاد بداية من في الشمال وصولاً إلى القوصية (قيص القديمة كوساي باليونانية) في مصر الوسطى بما فيها مدينة منف. في المقابل كانت الحضارة النوبية بمنطقة كرما آخذة في التقدم ونجحت في السيطر على الجنوب. وبين كلي الدولتين، بقي مجوعة من الملوك المحليين في صعيد مصر يسيطرون على محيط طيبة. ويبدو أن الأسرة الرابعة عشرة الغامضة والمتمركزة في خويس (ساخا الحديثة بالقرب من كفر الشيخ) في وسط الدلتا ، قد تعايشت مع الهكسوس على الأقل في البداية قبل أن تتلاشى. ويبدو أن أسرة أخرى لم تدم طويلاً كانت متمركزة في أبيدوس. تطورت الثقافة المصرية القديمة في ظل حكم الهكسوس، وكذلك العصر البرونزي لسكان بلاد الشام. تتجلى جوانب كثيرة من هذه الثقافة في أواريس مثل أسلوب الفخار والأسلحة وتخطيط المنزل وعادات الدفن. فعلى سبيل المثال كانت مقابرهم تقع داخل مناطق المعيشة ، وليس في مقبرة خارج المدينة كما كان في السابق.  من غير المعروف ما الذي يميز حركة الانتقال من الأسرة الثالثة عشرة التي انتقلت من إيتت تاوي إلى طيبة خلال السادسة عشرة التي انتقلت هي نفسها إلى السابعة عشرة. كل من هذه الأسرات كانت عسكرية تماما ، ومع ذلك ، نمت قوتهم مع مرور الوقت. كان ملوك الأسرة السابعة عشرة أثرياء وذوي الخبرة والقوة الكافية لشن حرب ضد الهكسوس. حقق الملكان تاعا سقنن رع و ابنه كاموس، تقدما عسكرياً كبيرا. ويبدو أن الأول قد استشهد خلال إحدىالمعارك ضد الهكسوس. حينها نجح صعد ابنه أحمس في استرداد الأرض من الهكسوس وتمكن من احتلال أواريس وطرد الهكسوس من البلاد، ولم يكتف بذلك بل قام بغزوات في جنوب فلسطين وأخرى جنوبًا في النوبة. تمثل هذه الأحداث بداية الأسرة الثامنة عشرة وبداية الدولة الحديثة وعصر الإمبراطورية المصرية. كان لعصر الانتقال الثاني آثار طويلة الأمد على التاريخ المصري، حيث تم إدخال تقنيات جديدة في إلى مصر من الشرق الأدنى مثل الآلات الموسيقية والألعاب وعجلة الفخار المتطورة ومحاصيل زراعية جديدة وتكنولوجيا عسكرية حديثة أهمها الأقواس المركبة والخيول والعربة الحربية. ترك عصر الهكسوس في نفوس المصريين بمعظم أنحاء البلاد علامة لا تمحى حيث كان الغزو الأجنبي تهديدًا حقيقيًا للغاية، ولم تكن حصون الحدود وحدها كافية لحماية حدود مصر. حينها انتهج ملوك الدولة الحديثة سياسة توسعية قوية.

 

الدولة الحديثة 1550 ق.م. / 1069 ق.م. :

خلال عصر الدولة الحديثة، أصبحت مصر إمبراطورية عظيمة امتدت عبر الشرق الأدنى القديم، ووصلت حدودها الجنوبية إلى الجندل الرابع في النوبة، وشمالاً إلى بلاد الشام، وازدهر الاقتصاد المصري بدرجة مذهلة، وتعود معظم الآثار المصرية القديمة الأكثر شهرة وإثارة للإعجاب إلى هذه الفترة العظيمة . بدأت الأسرة الثامنة عشرة (1550-1295 ق.م) مع الملك أحمس الذي طرد الهكسوس، وهم شعب سامي حكم معظم أراضي مصر خلال عصر الانتقال الثاني. وقد اتبع معظم ملوك الدولة الحديثة سياسة خارجية توسعية كرد فعل لما حدث من قبل، واستخدمت الثروة الواردة من التوسعات في تنفيذ العديد من مشاريع البناء في كل مكان بأرض مصر، وخاصة في معبد الكرنك بالأقصر وهو معبد آمون رب طيبة الأكثر أهمية. كما تم دفن معظم ملوك هذه الأسرة في منطقة وادي الملوك الشهيرة.وصل الفن والعمارة والاقتصاد الوطني إلى آفاق جديدة في عهد حتشبسوت. لم يحكم زوجها ، تحتمس الثاني ، لسوء الحظ فترة طويلة ، بينما كان ابنه من زوجة أخرى تحتمس الثالث لا يزال صغيرًا جدًا أن يحكم. لذا قامت الزوجة الملكية العظمى حتشبسوت ، ربما من أجل تأمين عرش مصر مصر بإعلان نفسها ملكًا على البلاد بجانب ابن زوجها الصبي. طورت حتشبسوت مفهوم جديد للملكية وربطت نفسها بولادة إلهية من نسل الرب أمون لإضفاء الشرعية على عهدها، وتركت بصمة عميقة على الساحة الجغرافية والدينية والسياسية في طيبة. أما تحتمس الثالث، فقد أثبت أنه الملك الأكثر قدرة على الحكم. فخلال فترة حكمه وصلت حدود مصر إلى أبعد مدى، وامتدت آثاره على طول وادي النيل بما في ذلك النوبة، وترك آثاراً عديدة في معبد الكرنك كما فعلت حتشبسوت من قبل. وقد تحقق السلام في المنطقة خلال عهد ابنه أمنحتب الثاني، حيث أن كل من حالة السلام وزيادة التجارة الدولية أتيا ثمارهما في عهد خليفته أمنحتب الثالث. ولم يجاريه سوى القليل من الملوك من حيث جودة مشاريع البناء الخاصة به وحجمها وكميتها، حيث بنى العديد من المنشآت في جميع أنحاء مصر والنوبة، بما في ذلك نصف معبد الأقصر كما هو اليوم. إلا أن أمنحتب الرابع ابن امنحتب الثالث قد تحول اسمه إلى أخناتون وأعلن تمرده على بقية ال ارباب وأنه أنه لا يوجد سوى رب واحد هو آتون والذي مثل على شكل قرص الشمس في السماء. وقد شهدت فترة حكمه تغييرات ثورية أخرى في الأيديولوجية الملكية والفن والعمارة واللغة. ومع ذلك فقد أهمل الشؤون الخارجية لمصر ، وبحلول نهاية حكمه ، فقدت أراضي مصر في بلاد الشام (منطقة فلسطين ولبنان وسوريا). وقد تلا عصره فترة مضطربة، مع صعود حور محب -الذي كان قائداً سابقاً للجيش- إلى العرش وأكمل عودة الأمور إلى طبيعتها، وعين القائد بارعمسو خليفة له. ومع صعوده إلى العرش تحت اسم رمسيس الأول بدأت الأسرة التاسعة عشرة (حوالي 1295-1186 ق.م)، وخلفه ابنه سيتي الأول وأدخل مصر في عصر الرخاء، كما قام بالعديد من الحملات العسكرية أهمها تلك التي كانت ضد الحثيين، الذين ظهرواً كقوة جديدة نشأت في الشرق الأدنى القديم، واستعاد الكثير من الأراضي المصرية المفقودة في بلاد الشام. أما ابنه رمسيس الثاني العظيم فكان أحد أنجح ملوك التاريخ المصري القديم. فعلى مدار فترة حكمه الطويلة شن العديد من الحروب الناجحة وحقق أول معاهدة سلام مع الحثيين، وترك العديسد من الآثار الضخمة في كل ربوع مصر أكثر من أي ملك آخر. في حين قام خليفته وابنه مرنبتاح بشن هجوم كبير ضد قبائل سميت بـ"شعوب البحر"، ومع نهاية عهده انحدرت الأسرة التاسعة عشرة. مع حكم الملك ست نخت مؤسس الأسرة العشرين (1896 -1069 ق.م) عاد النظام إلى البلاد وكان ابنه رمسيس الثالث آخر محارب عظيم بالدولة الحديثة ومن بعده تدهورت الدولة بشكل مستمر حتى انقسمت إلى قسمين حكمت الاسرة التالية مصر السفلى فقط بينما بقيت مصر العليا تحت حكم الكهنة.

 

عصر الانتقال الثالث 1069 ق.م. / 747 ق.م.  :

عرف عصر الانتقال الثالث بشكل عام بأنه فترة من اللامركزية والضعف. بنهاية فترة حكمه ، لم يعد رمسيس الحادي عشر (1099-1069 ق.م) آخر ملوك الدولة الحديثة هو الحاكم الفعلي لمصر بأكملها. وبعد وفاته اتخذ فرع من الرعامسة من تانيس (صان الحجر حالياً) في شمال شرق الدلتا عاصمة لهم. وعلى الرغم من أن عهد هؤلاء الملوك ، المكونين للأسرة الحادية والعشرين (1069- 945 ق.م)، تم الاعتراف به في جميع أنحاء البلاد ، إلا أن مصر العليا في الواقع تحت حكم مستقل في يد الكاهن الأكبر لآمون في الأقصر والذي شغل في نفس الوقت أعلى منصب عسكري. يصف المؤرخون هذه الفترة بأنها ثيوقراطية ، لأن كهنة الرب آمون هم أعلى سلطة بالبلاد أكثر من الملك نفسه. وجاء شيشنق الأول ، مؤسس الأسرة الثانية والعشرين (حوالي 945 - 715 ق.م) ، من عائلة قوية ليبية الأصل من بوباستس (تل بسطة حالياً) في شرق الدلتا، والتي جعلها عاصمة له. وقد نجح في جعل البلاد تحت سيطرته، وقام بحملات عسكرية ناجحة في الشرق (منطقة فلسطين ، لبنان ، وسوريا) كما قام بتنفيذ مشاريع بناء ضخمة. ولكن للاسف هذا النجاح على المدى القصير لا يمكن أن يعكس الاتجاه العام لحالة الامركزية التي سادت في مصر ، وبعد وفاته ، بدأت سيطرة الحكومة المركزية على البلاد في الانحدار. بحلول عصر الأسرة الثالثة والعشرين ، لم تكن العديد من المناطق مستقلة تمامًا فحسب ، بل كان حكامها يعتبرون في الواقع أنفسهم ملوكًا ، يرتدون شعارات ملكية ويحملون ألقاب ملكية. خلال تلك الفترة، كانت المملكة النوبية الكوشية المتمركزة حول نبتة بالقرب من الجندل الرابع، في الارتقاء حتى بدأت في غزو مصر. في نهاية المطاف ، احتلت الأسرة النوبية الخامسة والعشرين البلاد حتى وصلت إلى منف تحت حكم الملك بيي (747 - 716 ق.م) ، الذي ينسب بقية ملوك الأسرة أنفسهم إليه. وقد ساد هذا العصر ازدهار كبير حيث ازدهر الفن والمعمار وتم بناء العديد من المنشآت العظيمة.

 

العصر المتأخر747  ق.م. /332 ق.م :

عندما غزا الملوك الكوشيون مصر ، ظهرت اسرة معاصة لهم في مصر عرفت بالأسرة الرابعة والعشرين ومقرها في سايس (صا الحجر) في غرب الدلتا. ولكنهم دخلوا في صدام مع النوبيين الذين قتلوا ملكهم ، باك إن رن إف (بوكوريس باليونانية). وبعد أن غزا الآشوريون مصر وتراجع الملك الكوشي تانوت آمون إلى النوبة ، قام الملك آشوربانيبال بتثبيت ملوك سايس لحكم مصر نيابة عنه. ما إن خففت قبضة الآشوريين على مصر ، بدأ الملك بسامتيك الأول (664 - 610 ق.م) في ترسيخ سلطته في جميع أنحاء البلاد. وهكذا بدأت الأسرة السادسة والعشرين والعصر المتأخر، حينها صعدت مصر مرة أخرى كقوة عالمية كبرى. وفي تلك الفترة ازدهرت التجارة ، وأثرت الموانئ التجارية في البحر المتوسط وبالقرب منه خزائن البلاد ولعب التجار والحرفيون اليونانيون دورًا مهمًا في هذا الصدد. مع نمو الاقتصاد، استأنفت مشاريع البناء الضخمة على طول وادي النيل. وتم إنتاج بعض أجمل نماذج الفن المصري القديم في هذه الفترة. وكان ملوك الأسرة السادسة والعشرين يتطلعون إلى ماضي مصر القديم، حيث الدولة القديمة (2668-2181 ق.م) على وجه الخصوص كنوع من استلهام النهضة،. وكانت النتيجة هي ظهور عناصر في الفن واللغة والأدب تأثرت بالتقاليد القديمة، كما ازدهر عهد الملك أحمس الثالث (المعروف باسم أمازيس 570-526 ق.م) بشكل خاص .ومع ذلك، أصبح الوضع في الخارج يزداد صعوبة. فقد تم استبدال الإمبراطورية الآشورية الجديدة المهزومة بامبارطورية أخرى وهي الامراطورية البابلية الجديدة الآخذة في التوسع بشكل سريع. في حين أصبحت مصر قوة عسكرية كبيرة، سواء في البر أو البحر، ونجحت في القيام بحملات في كل من النوبة وبلاد الشام (منطقة فلسطين ولبنان وسوريا)، كما أقامت تحالفات لمعارضة البابليين وملكهم القوي نبوخذ نصر الثاني (605-562 ق.م) الذي تم صد هجومه على مصر بنجاح. تعرضت الإمبراطورية البابلية الجديدة للهزيمة من قبل الإمبراطورية الفارسية الأخمينية الصاعدة تحت قيادة الملك قورش الكبير (559-530 ق.م). واجه الملوك الصاويون هذا التهديد الجديد ، ولكن هُزم الملك بسامتيك الثالث (526-525 ق.م) على يد الملك الفارسي قمبيز وتكونت الأسرة السابعة والعشرين من الحكام الفرس. رغم أن هذه كانت فترة مزدهرة ، إلا أن المصريين أرادوا الاستقلال عن المحتل الفارسي وتمردوا عليه عندما اتيحت لهم الفرصة .كان الملك آمون إيرديس (أميرتايوس باليونانية 404-399 ق.م) من سايس قد نجح في استعادة البلاد وحكمها بأكملها ، وأسس الأسرة الثامنة والعشرين. ومع ذلك ، كان هو الحاكم الوحيد لتلك الأسرة، حيث تعرض العرش للإغتصاب من قبل نفريتس الأول (399-393 ق.م) ، الذي أسس الأسرة التاسعة والعشرين. تلك الأسرة دافعت بنجاح عن مصر ضد الفرس ، لكن العرش كان قد اغتصب منهم أيضًا ، وهذه المرة من قبل القائد نخت نف إف. ومع حكم الملك نخت نب إف (نختنبو الأول باليونانية 380-362 ق.م) بدأت آخر أسرة مصرية وهي الاسرة الثلاثين والتي كانت واحدة من أواخر عصر الازدهار في تاريخ مصر القديمة. تحولت عاصمة مصر إلى مدينة سبنيتوس (سمنود الحالية) واستمرت حركة العمران في جميع أنحاء البلاد بداية من الدلتا في الشمال وحتى فيلة بالجنوب. وعلى الرغم من نجاح الاسرة في الدفاع عنمصر ضد الغزو الفارسي في البداية إلا أن الملك نخت إر حبت (نختنبو الثاني باليونانية 360-343ق.م) هزم أمام الفرس الذين أسسوا الأسرة الحادية والثلاثين واستمرت فقط نحو عشر سنوات.

 

المصادر والمراجع:

شادية علاء ، العلوم والآداب في الحضارة المصرية القديمة، مقال منشور في مجلة الجيش، العدد 377، تشرين الثاني 2016.

وزارة الاثار والسياحة ،العصور التاريخية ، منشور عبر : وزارة الاثار والسياحة. 

زاهي حواس، الطب في مصر القديمة، 25 أغسطس 2016 مـ رقم العدد [13785].

National Geographic Society, Civilizations, National geographic , March 4, 2019.

Edward F. Wente, Ancient Egypt , ENCYCLOPÆDIA BRITANNICA , Oct 11, 2019.

The Ancient Egyptian Language, Hieroglyphs step by step. 

Joshua J. Mark, Egyptian Medicine, Ancient history , 17 February 2017.

Joshua J. Mark, Ancient Egyptian Literature, Ancient history, 14 November 2016.

The Editors of Encyclopaedia Britannica, Ptah Egyptian god, ENCYCLOPÆDIA BRITANNICA, May 04, 1999. 

Joshua J. Mark, Amun, , Ancient history, 29 July 2016.

Joshua J. Mark, Horus ,Ancient history, 16 March 2016.

Joshua J. Mark, Old Kingdom of Egypt, Ancient history, 26 September 2016.

Joshua J. Mark, Ancient Egypt, Ancient history,  02 September 2009. 

Peter F. Dorman, Ancient Egypt ,ENCYCLOPÆDIA BRITANNICA, Oct 11, 2019. 

إقرأ أيضاً

شارك أصدقائك المقال

ابقى على اﻃﻼع واشترك بقوائمنا البريدية ليصلك آخر مقالات ومنح وأخبار الموسوعة اﻟﺴﻴﺎﺳﻴّﺔ

ﺑﺘﺴﺠﻴﻠﻚ في ﻫﺬﻩ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ البريدية، فإنَّك ﺗﻮاﻓﻖ ﻋﻠﻰ اﺳﺘﻼم اﻷﺧﺒﺎر واﻟﻌﺮوض والمعلوﻣﺎت ﻣﻦ الموسوعة اﻟﺴﻴﺎﺳﻴّﺔ - Political Encyclopedia.

اﻧﻘﺮ ﻫﻨﺎ ﻟﻌﺮض إﺷﻌﺎر الخصوصية الخاص ﺑﻨﺎ. ﻳﺘﻢ ﺗﻮفير رواﺑﻂ ﺳﻬﻠﺔ لإﻟﻐﺎء الاشترك في ﻛﻞ ﺑﺮﻳﺪ إلكتروني.


كافة حقوق النشر محفوظة لدى الموسوعة السياسية. 2024 .Copyright © Political Encyclopedia